عادة ما يجد مستخدمو الإنترنت أن سرعات التحميل لديهم لا تتفق مع المعدلات المعلنة من قبل المزوّدين عند اشتراكهم في الخدمة. ويكمن سرّ هذا التناقض الظاهري، في الفهم الخاطئ لبعض العوامل الفنية من جانب العميل، وعدم شرحها بالتفصيل اللازم من قبل شركة توفير الخدمة.
ومن بين الشكاوى الشائعة التي يمكن قراءتها على المنتديات الإلكترونية حول هذا الموضوع رسالة تقول: “لدي إنترنت فائق السرعة (دي إس إل) بسرعة 6 ميجابايت في الثانية، ولكنني لا أحصل سوى على 3 ميجابايت في الثانية”. ورغم أن تعهد شركات خدمات الإنترنت في إعلاناتها بتوفير سرعات أكبر للاتصال لا يطابق الواقع في معظم الأحوال، إلا أنها لا تكون قادرة على تحديد سرعة الإنترنت لدى مشتركيها بالدقة المطلوبة نظراً لأن سرعة الاتصال بالشبكة فائقة السرعة تختلف كثيراً من مكان لآخر.
وصحيح أن سرعة الإنترنت ذات النطاق الترددي العريض “برودباند” التي تكشف عنها الشركات في إعلاناتها، هي السرعة القصوى التي توفرها التقنيات الحديثة، والتي يمكن أن يحصل عليها المستخدم في الظروف المثالية، إلا أنها لا تتحقق عملياً. وعندما تتعرض الشركات للضغط من العملاء، فإنها توضح لهم أن استقرار معدل سرعة انتقال البيانات لا يكون مضموناً في مثل هذه الحالات.
ويقول مالته راينهارد المتحدث باسم شركة الاتصالات الألمانية الوطنية “دويتشه تيليكوم”، إن “هناك الكثير من المتغيرات المادية والفنية التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الحديث عن سرعة الإنترنت”. وعلى سبيل المثال، تلعب المسافة الفاصلة بينك وبين نقطة البثّ التالية في خط الخدمة دوراً حاسماً في جودة وسرعة الاتصال بالشبكة. وكلما قصرت المسافة بين جهازك ومركز البثّ الأقرب إليه، كلما زادت سرعة تناقل البيانات. وحتى هذا المقياس لا يكون دقيقاً أو ثابتاً بل يختلف باختلاف الوقت من اليوم. وتستخدم الألياف الزجاجية في شبكات الكابلات للحصول على تردد عريض عال، إلا أن الإشارات تنتقل عبر كابلات محورية في الأمتار القليلة الأخيرة التي تصل إلى المنزل. لذا فإن السرعة يمكن أن تقل بصورة كبيرة إذا نشط الكثير من المستخدمين في نفس المنطقة.